الثواب والعقاب عند ابن خلدون وابن جماعة: دراسة مقارنة واستشراف تربوي معاصر
الثواب والعقاب عند ابن خلدون وابن جماعة
تعدّ مسألة التربية من أبرز القضايا التي تشكل هوية المجتمع، فهي مرآة تعكس قيمه وأخلاقه، وتحدد مسار تطوره. وقد كان الفكر التربوي الإسلامي، بما يحمله من أسس دينية عميقة، من أميز النظريات التي تناولت التربية بصورة شاملة، حيث لم يكن هدفه مجرد تعليم المعارف بل كان يسعى إلى بناء الإنسان المسلم فكريًا وروحيًا وأخلاقيًا. وفي هذا السياق، يأتي دور مفهوم “الثواب والعقاب” في الفكر التربوي الإسلامي كأداة رئيسية من أدوات تشكيل شخصية المتعلم. وقد أثارت هذه الثنائية نقاشًا مستمرًا بين المفكرين، سواء في التراث التربوي الإسلامي أو في النظريات التربوية الحديثة، حول دور كلٍّ منهما في تنشئة الأفراد وتوجيه سلوكياتهم.
لقد اعتُبر الثواب والعقاب من أهم الأساليب التربوية، التي تساهم في تعزيز السلوكيات الإيجابية، وتقويم السلوكيات السلبية لدى المتعلم. ورغم تعدد المناهج والأساليب التربوية الحديثة، التي اعتمدت على الثواب والعقاب بطرق مختلفة، إلا أن التساؤلات حول كيفية تناول الفكر التربوي الإسلامي لهذه الثنائية تبقى ملحة. كيف تناول ابن خلدون وابن جماعة هاتين الوسيلتين؟ ما دورهما في بناء المنظومة التربوية الإسلامية؟ وما المقاصد التربوية من وراء تطبيق هذه الأساليب؟
يهدف هذا المقال إلى الإجابة عن هذه التساؤلات من خلال دراسة أفكار ابن خلدون وابن جماعة، بوصفهما من أبرز المفكرين في الفكر التربوي الإسلامي، وما قدماه من مفاهيم وأساليب تربوية في استخدام الثواب والعقاب في تنشئة الأجيال، مع محاولة فهم كيفية تطبيق هذه الأفكار في عصرنا الراهن بما يتناسب مع تطور المجتمع ومتطلباته.
المقال كاملا نشر ضمن العدد 1 (المجلد 1) – المجلد 2 – السنة 2 – يناير 2025 من مجلة البحث في العلوم الإنسانية والمعرفية.
رابط قراءة وتحميل العدد: